منذر حنا
صلاة صوفيــــــــــــــــــــــــــــة
آتٍ، يعفرني المكان بخوف قاتل
ويغمرني الحنين
ويغيم وجهي في الضّباب
وأهيم في صمتٍ ، ويغشاني سكون
الخوف يشعل في الضلوع ؛ لهيبه المجنون
والجسم مرتهن ثقيل
والقلب ينبض بالحياة
شوقاَ إلى تلك الحياة
وأخشع من خوفً ، ومن توقٍ جليل
فأصرخ في جنون
ويجيء صوتي المسكون
بالزّار وبالتاريخ ، بالخرافة والهموم
همساً ضعيفاً كالأنين
وعلى حواف الآه أشهق
من حياءٍ وعذاب وعناء
أنا قادمُ يا سيدي
أحمي الأمانة والرجاء
أبغي الحقيقة واليقين
وأحوم على التخوم
فراشةً
ترنو إلى نار الفناء
وتسير لحتفها القاسي المرير
شوقَ الحياة ؛ وفي حبٍ غزير
ملهوفةً
إلى ذاك المصير
تحنو إليه ، وقد كواها وهجه
و شوى جناحيها السعير
أنا راكضٌ ، صوب الطلول
صوب الأماني العامرات
لهفان للوطن المعذَّب والذليل
لا أبتغي إلا التوحد
في المكان وفي الزمان
أنا ناسكٌ صوفيّ
أومن أن الموت دربٌ
لحياة حرّةٍ للقادمين وللأنام
للسادرين على السنين
نهضوا على صوت الصليل
قاموا وقد شحذ الزمان
مخالبه الرهيبة والنيوب
لكنهم هبّوا
وصاح صغيرهم وكبيرهم
لا ؛ لن نؤوب
ها قد صحونا ، من سباتٍ طال
في عمر الشعوب
ها قد أتينا ، وتلمّسنا الزوايا
والمسافات البعيدة والدروب
وفي الطريق الصعب ، سرنا
بنفوس تطلب الحق بصبر وبصمت
فالعودة الحمقاء إذلال وإفناء وموت
ودليلنا نجم جميل
كشف الطريق لسيرنا
والآن يغمز داعياً
أن ؛ أقدموا ، لم يبق إلا الخاتمة
بالنوايا الصافيات
والقلوب الهائمة
نلملم زرعنا المسقي
من دمع ودم
ونمهد الدرب الأصيل
للحياة الدائمة .
خاص بالموقع